Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
7 septembre 2023 4 07 /09 /septembre /2023 12:55
	اللغة والتفكير: مقاربة معرفية

اللغة والتفكير: مقاربة معرفية

دة/ حنان الغوات

دراسة محكمة

أستاذة التعليم العالي مساعدة

بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس/ مكناس

elghhanan@gmail.com

ملخص البحث

يندرج موضوع هذا البحث ضمن مجال العلوم المعرفية. ويتخذ من العلاقة بين اللغة والتفكير مدار اهتمامه، وذلك عبر المناحي الثلاثة الآتية:

منحى معرفي: عبر إبراز نظريا سيرورة فهم اللغة، وعلاقتها بالتفكير.

منحى لغوي: من خلال رصد مظاهر التفاعل بين عمليات فهم اللغة في أبعاده المختلفة: معجمي، تركيبي، دلالي؛

منحى بيداغوجي: عبر الانفتاح على أهمية التفكير في بناء اللغة ومحاولة أخذها في الاعتبار أثناء تعليم/تعلم اللغة.

ويمكن لهذه المقاربة المتبعة في هذا البحث، أن تشكل مدخلا شاملا لفهم صعوبات فهم اللغة، وخاصة فيما يتعلق بالربط بين الكلمات والعبارات ومعانيها داخل نمط تفكير لغة معينة، كما من شأنها تعرف أهم النماذج المفسرة للسيرورات المعقدة التي تهم فهم اللغة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن المعالجة المعرفية للغة هي عبارة عن تركيب ذهني تنصهر فيه عدة تمثلات، وكثير من العمليات/ السيرورات، وتتدخل فيهما عدة عوامل قد لا تنتمي إليهما جوهريا، وذلك بحكم طبيعة المعالجة والفهم المعقدين. وهي عوامل تتعلق عموما بالذات، ثم السياق.

Abstract

The topic of this research falls within the field of cognitive science. He takes the relationship between language and thinking as the focus of his attention, through the following three aspects:

Cognitive approach: by highlighting theoretically the process of understanding language, and its relationship to thinking.

Linguistic approach: by observing the interactions between the processes of understanding language in its various dimensions: lexical, syntactic, semantic;

3- Pedagogical approach: through openness to the importance of thinking in building language and trying to take it into account during language teaching/learning.

 This approach used in this research can constitute a comprehensive approach to   understanding the difficulties of understanding the language, especially with regard to the link between words and phrases and their meanings within the thinking pattern of a particular language.

It should be noted here that the cognitive processing of language is a mental structure in which several representations and many processes are fused, and several factors that may not belong to them are involved, due to the complex nature of processing and understanding. They are generally related to the subject, and then to the context.

مقدمة

يقول ألدوز هاكسلي (Aldous Huxley):" إن الثقافة البشرية، والسلوك الاجتماعي، والتفكير لا توجد في غياب اللغة» (جمعة سيد يوسف، 1990). وعلى هذا الأساس، فاللغة أهم ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية، ومن المتفق عليه الآن، أن الإنسان وحده، هو الذي يستخدم الأصوات المنطوقة في نظام محدد، لتحقيق الاتصال والتواصل، وهو ما يؤكده فيرديناند ديسوسير عندما أكد أن الإنسان وحده القادر على ترجمة أفكاره ومشاعره إلى ألفاظ وعبارات. ذلك أنه حاول استجلاء طبيعة الدال والمدلول داخل العلامة اللسانية، ليجد أن اللغة  ليست كما يبدو، عبارة عن  قائمة من الأسماء والعبارات تقابل قائمة أخرى من المسميات، بل إن الأمر يتعلق بمفهومين اثنين هما الدال والمدلول، حيث يتجاوز الأول كونه كلمة أو لفظا إلى اعتباره صورة سمعية، يشكل الفونيم  شكلها الخارجي المادي، الشيء الذي يتيح للإنسان مثلا باستظهار مقطع معين دون استخدام جهازه النطقي،  أما المدلول فيعتبره في هذا السياق  تصور ذهني أو لنقل  فكرة عن الشئ أو عن المعنى المجرد، فلا تتحقق الدلالة اللغوية إلا عندما تقترن الصورة السمعية بالتصور الذهني لها (فردناند دي سوسير، 1984، ص90)، وهكذا تصبح العلاقة بين الأشياء وتصوراتها الذهنية هي علاقة طبيعية تكاد تكون  كونية، أما طبيعة العلاقة في شكلها المعكوس فهي علاقة اعتباطية يحكمها ما هو جمعي ((فردناند دي سوسير، 1984، ص91) .

وقد يثير هذا القول تساؤلات عن وجود لغة لدى الحيوانات، حيث من المعروف أن الحيوانات الأخرى تتصل ببعضها البعض عن طريق الرموز والأصوات، والإشارات...إلا أنها لا ترقى إلى مستوى التواصل اللغوي الإنساني. وهي نتيجة أكدتها تجارب لمجموعة من الباحثين (غرادنير وطوماسيلو، وفوكلير)، حين أرادوا تعليم قردة الشامبانزي أنواعا من اللغات، فتم التوصل إلى مجموعة من النتائج من بينها : وجود اختلاف كبير بين المهارات الرمزية للشامبانزي، والمهارات الرمزية للكائنات البشرية، حيث لا تتوفر الأولى على عنصري الإنتاجية والإبداعية المميزين للغة الإنسانية، مما يبين أن الإنسان وحده بإمكانه استعمال أنظمة لغوية شديدة التعقيد.(2008 ,Tomasello ). 

وقد تعددت العلوم والحقول المعرفية التي تناولت دراسة اللغة، كل من زاويته، أهمها وأحدثها الدراسات التي  تناولت اللغة كعلم قائم بذاته من الزاوية المعرفية " الدراسة المعرفية  للغة" والتي تجمع بين علم اللغة وعلم النفس اللغوي:  

علم اللغة

علم النفس اللغوي

- الدراسة الوصفية للغة كنظام من الرموز والقواعد التي يجب تحديد وظائفها بدقة.

- دراسة اللغة كتحرير أصوات.

- دراسة نطق اللغة.

دراسة كيف يتم إنتاج اللغة ذهنيا:

تمثل المعارف اللغوية.

اكتساب المعارف اللغوية.

فهمها.

استعمالها.

وكيف ترتبط هذه  المعارف اللغوية بالتصورات والتمثلات العقلية الأخرى.

جدول (1): يبين الفرق بين علم اللغة وعلم النفس اللغوي

وقد جاءت هذه الدراسة العلمية للغة انطلاقا من:

1 - نتائج الأبحاث اللسانية، فمعرفة طريقة اشتغال الجهاز اللغوي، ينبئنا بطريقة عمل نظام التحليل الإنساني للمعلومات.

2 - نتائج الأبحاث اللسانية وخاصة ما يتعلق منها بطريقة تشكل اللغات وطريقة تداولها يوحي عادة ببعض أشكال الإدراك المعرفي.

3 - اعتبار بنية اللغة ما هي إلا تعبير عن بنية العقل.

من هذا التقديم يمكن طرح الإشكال الآتي:

- ما اللغة؟ وأين تتجلى وظائفها وخصائصها؟ وما هي مستوياتها بدءا بالأصوات ووصولا للخطاب؟

- كيف يتم فهم اللغة؟ وما هي طرق دراسة هذه العملية؟

- كيف يتم إدراك الكلام؟ وكيف نتعرف الكلمات؟

- كيف يتم تعلم اللغة ثم إنتاجها؟

- اللغة والتفكير أية علاقة؟

أولا: تعريف اللغة، خصائصها ووظائفها

1-تعريف اللغة

تتعدد تعريفات اللغة بتعدد مجالات البحث، وتعدد العلوم التي اهتمت بها، وتطور هذه البحوث والعلوم.

تعريف ابن جني: "باب القول على اللغة وما هي: أما حدها فإنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم" (محمود فهمي حجازي، 1973، صص 10-9) .

تعريف دوسوسير: "نظام من العلامات (SIGNS) التي تعبر عن أفكار "- البنيوية              (p 298. ,Rechardkearney)    كما عرفها أيضا "أنها نظام، فهي ظاهرة اجتماعية لتحقيق التفاهم بين الناس.

تعريف سكينر ((396 p . ,Rechardkearney) : اللغة مجموعة من العادات السلوكية، التي قد تكتسب عن طريق إشراطات، وهذا ما يحيل إلى النظرية السلوكية التي تعتبر اللغة سلوكا لفظيا يكتسب عن طريق التثبيت، وخاضع لإشراطات.

تعريف تشومسكي-التوليدية -  (396 p . ,Rechardkearney): اللغة في رأيه هنا فئة، أو مجموعة من الجمل المحدودة، أو غير المحدودة، ويمكن بناؤها من مجموعة محددة من العناصر.

تعريف جون ديوي: (عدنان يوسف العتوم، 2017، ص 290)  ”إنها اتصال، وتعبير، تحتوي على عدد من الكلمات بينها علاقات تركيبية، تساعد على نقل الثقافة والحضارة عبر الأجيال“.

تعريف تراجر ( ;p3961989،Crystal, D)  :  اللغة هنا نظام من الرموز المتعارف عليها، وهي رموز صوتية، يتفاعل بواسطتها أفراد مجتمع ما في ضوء الأشكال الثقافية الكلية عندهم.

التفاعل هنا هو الهدف، والتفاعل درجة أعلى من الاتصال. فإذا كان الاتصال مجرد نقل فكرة من طرف إلى آخر، فإن التفاعل يعني المشاركة الوجدانية.

تعريف ميكائيل هاليداي. (Halliday, Mak2003): اللغة نظام من المعاني أو الدلالات. ذات وظيفة تواصلية اجتماعية.

تعريف قاموس وبستر Webster ( ;p3961989،Crystal, D)   : اللغة هي عملية الاتصال، ونقل الأفكار والمشاعر عن طريق إشارات وأصوات وملامح وعلامات يفهم معناها.  

يتضح من خلال هذه التعريفات المتعددة أن اللغويين في تعريفهم للغة، أكدوا على قواعد النحو والصرف، والتركيب اللغوي، مع اهتمامهم بالرموز المنطوقة فقط، في حين نجد علماء الاجتماع أكدوا في تعريفهم، على الوظيفة التفاعلية، في الوقت الذي لم  يهملوا الرموز غير اللفظية، أما علماء نفس اللغة، فقد أكدوا على عمليات الاكتساب والارتقاء والإنتاج اللغوي، بالإضافة إلى المعاني والدلالات والعمليات النفسية المرتبطة بها.

هذا التعدد في التعاريف هو بالأساس ناتج على تعدد خصائص اللغة من جهة، ووظائفها من جهة أخرى.

2-خصائص اللغة:

تتميز اللغة الإنسانية بخاصيتين هامتين، تقود الأولى إلى القدرة التنظيمية، وتقود الثانية إلى القدرة الإبداعية (باتريك لومان، 2011، صص 359/360) .

نسقية اللغة: حيث إن اللغة تخضع لقواعد هي التي تحدد طريقة تجميع الحروف والأصوات...وفق نظام وترتيب محددين.

إبداعية اللغة: كونها تتوفر على إمكانية تنظيم وترتيب وتوظيف كلمات بكيفيات مختلفة، ومواقع متعددة،ومن تم إنتاج عبارات مختلفة، وجديدة.

و قد أضاف تشومسكي، خصائص أخرى كلية للغة منها (2000، Noam Chomsky ،) :

الكونية: استعمال جميع الكائنات البشرية السليمة على المستوى الاجتماعي والفيزيولوجي للغة.

التعقيد: توفر اللغة على قواعد وتوفرها على قدرة تعبيرية كبيرة.

الاعتباطية: عدم توفر كلمات لغة معينة على روابط مع العناصر التي تشير إليها، (مثلا كلمة كرسي، لا توحي لما تشير إليه الكلمة فعليا بالنسبة لغير الناطقين بالعربية).

طابع الحذر: احتفاظ الكلمات بكيانها رغم النطق المختلف لها، واستعمالاتها المختلفة في مواقع مختلفة.

الإنتاجية: أي انطلاقا من عدد محدود من الأصوات (غالبا لا يتجاوز 50 صوتا أساسيا في كل اللغات) يمكن إنتاج عدد لا متناهي من الكلمات.

وجود عناصر مشتركة: اشتراك جميع اللغات في بعض العناصر (مثل الاسم، الفعل،الصوامت، الحروف الصوتية...).

هذه الخصائص يمكن أن تشكل إجابة عن سؤال نطرحه باستمرار، هل للحيوانات لغة؟ ليتبين أن الحيوان لا يستطيع اكتساب أو إنتاج لغة، في مقابل الطفل الذي سيكتسب دوماً القدرة على فهم وإنتاج اللغة، وقد سمى تشومسكي هذه القدرة الإنسانية التي يفتقدها الحيوان "جهاز اكتساب اللغة" ((2000، Noam Chomsky،) .

3- وظائف اللغة

مواقف استعمال اللغة للاتصال كثيرة، يجملها هاليداي Halliday في ثمان وظائف أساسية هي: (الرافع النصير زغلول، عماد عبد الرحيم الزغلول، 2014، صص 227/228) .

الوظيفة النفعية: Instrumental fonction: أي استخدام اللغة للحصول على الأشياء المادية مثل: الطعام، والشراب: "أنا أريد".

الوظيفة التنظيمية: regulatoty function أي استخدام اللغة من أجل إصدار أوامر للآخرين، وتوجيه سلوكهم. "افعل كما أطلب منك".

الوظيفة التفاعلية: Interactional function: أي استخدام اللغة من أجل تبادل المشاعر، والأفكار بين الفرد والآخرين. "أنا وأنت".

الوظيفة الشخصية: Personal function: أي استخدام اللغة من أجل أن يعبر الفرد عن مشاعره، وأفكاره. "إنني قادم".

الوظيفة الاستكشافية: Heuristic function:  أي استخدام اللغة من أجل الاستفسار عن أسباب الظواهر، والرغبة في التعلم منها:  "أخبرني عن السبب".

الوظيفة التخيلية: Imaginative function : أي استخدام اللغة من أجل التعبير عن تخيلات، وتصورات من إبداع الفرد، وإن لم تتطابق مع الواقع :"دعنا نتظاهر أو ندعي".

الوظيفة البيانية: Representational function : أي استخدام اللغة من أجل تمثل الأفكار والمعلومات، وتوصيلها للآخرين:  "لدي شيء أريد إبلاغك به" .

وظيفة التلاعب باللغة: Play function : أي  اللعب باللغة، وبناء كلمات منها حتى ولو كانت بلا معنى، ومحاولة استغلال كل إمكانات النظام اللغوي.

هذا التنوع في وظائف اللغة، يحيل إلى البعد الفكري، والعقلي/ المعرفي لها، على اعتبار أنها سيروات ومستويات معرفية تختلف حسب الأشخاص، وقدراتهم الذهنية.

4- مستويات تحليل اللغة

تحلل اللغة من خلال مستويات عديدة، تتعدد بتعدد الوحدة اللغوية القاعدية التي يتم الانطلاق منها، فنجد أربع مستويات أساسية لتحليل اللغة هي: (باتريك لومان، 2011، ص 362).  

المستوى الصوتي: أي التحليل من خلال دراسة الأصوات (الخصائص المادية للأصوات-الفونيتيقا-)، أو دراسة الوحدات الصغرى، المقاطع، (الفونيمات في الملفوظ، - الفونولوجيا-)،

مستوى الكلمات: أي تحليل الكلمات و دراسة كيفية تكونها انطلاقا من عناصر أولية (المورفيمات أو المقاطع،-المورفولوجيا-)،يدرس البنية الداخلية للكلمة .

المستوى التركيبي: التحليل من خلال الجملة، من حيث ترتيب الكلمات. (النحو )، أو من حيث دلالة الكلمات، (السيمونتيقا).

تحليل النسق: من حيث الوحدات الأكبر، مثل الفقرة، أو النص، أو الأحاديث. أو السياق،(البراجماتية).

و كل نوع من هذه المستويات يحدد فرعا من فروع اللغة كما يبين الشكل:

اللغة

تحليل الأصوات

-الفونيطيقا                              تحليل الكلمات                          تحليل الجمل       تحليل الخطاب

-الفونولوجيا                 -المرفولوجيا الإعرابية                           -النحو                  -البرجماتية

                             -المرفولوجية الاشتقاقية                 -السيمانطيقا

الشكل (1) يبين مستويات تحليل اللغة وعلاقتها بفروع اللغة

ثانيا: بنية اللغة

بما أن الإبداعية أحد أهم خواص اللغة، بالإضافة إلى النسقية، فهذا يعني أن العبارات تحتكم إلى قواعد، فتشكل هذه القواعد قيودا للعبارة المراد تكوينها، هذه القيود لها علاقة بكل مستوى من مستويات تحليل اللغة، وذلك على النحو الآتي: (باتريك لومان، 2011، صص 361/370).

قيود معجمية:

وهي نوعان:

ما لها علاقة بالتغيرات المنتظمة للعناصر المكونة لكلمة معينة، حيث يمكن تفكيك الكلمة إلى مقاطع مكونة للأصوات(فونيمات).

و تتم دراسة هذه الأصوات في علم اللغة في إطار الفونيطيقا،أو الفونولوجيا، فتهتم الأولى بنطق وإدراك الأصوات وخصائصها كشكل الموجات،(مثل كلمة واحدة تنطق بكيفيات مختلفة حسب الجهات)، أما الفونولوجيا فتحلل سمات فونيمات[1] اللغة.

ماله علاقة بالتغيرات المنتظمة للخصائص المميزة للكلمات (تواترها،أو طولها)، وأشكال الكلمة الواحدة، أي يتم تحليل شكل الكلمة في إطار المرفولوجيا، إما إعرابية[2] أو اشتقاقية[3].

القيود التركيبية

هي عبارة عن القواعد التي تحكم نظام ترتيب الكلمات لبناء جملة صحيحة، (النحو)، ومن أهم هذه المقاربات في علم اللغة نذكر:نعوم تشومسكي : ونظريته المسماة "النحو التوليدي"، والتي تركز على فكرتين أساسيتين هما:

التمييز بين الكفاية والإنجاز اللغويين، حيث تشير الكفاية اللغوية إلى ما يمكن للفرد أن يفعله باللغة، أما الإنجاز اللغوي، فهو ما يفعله فعلا باللغة، وهذا التمييز، يميز أيضا قدرات الفهم، وقدرات الإنتاج اللغوي.

التمييز بين البنية السطحية والبنية العميقة للعبارة، فالأولى تتعلق بالصياغة، أما البنية العميقة فتتعلق بالمحتوى، (مثلا جملتي: "أكل الطفل الحلوى"،"الحلوى أكلها الطفل ") لهما نفس البنية العميقة لكنهما يختلفان في البنية السطحية.

و انطلاقا من التحليل التركيبي للجمل، (من بنية سطحية إلى عميقة، والعكس)، تم وضع مجموعة من القواعد الأساسية لتنظيم الجمل حسب تشومسكي (باتريك لومير ،2011 ،صص 367-369)

القاعدة الأولى: تحليل بنية الجملة من خلال تنظيمها: ويتم ذلك من خلال تقسيم الجملة إلى وحدات صغرى هي التركيب التعبيري، فهو عبارة عن تحليل الجملة في شكل شجرة مقلوبة، لاستخراج البنية التركيبية للجملة وفيه الانتقال من بنيتها السطحية إلى العميقة والعكس.

الجملة

مركب اسمي                                                                                     مركب فعلي

  قبل                                       ال    فتاة   الجميلة

الشكل (2) يبين بنية أنواع الجمل

القاعدة الثانية: تحليل قواعد بناء الجملة: وفي هذا التحليل ندخل إلى البنية العميقة للجملة، ليسهل إدراك الانتقال من مستوى لآخر، وفقا لقواعد البناء وإعادة الكتابة، وذلك عبر إدراك صفة كل كلمة ومدلولها، لإمكانية تغيير مكانها، والحصول على عدد أكبر من المحاولات والإمكانات في الجمل.

القيود البرجماتية: (باتريك لومير ،2011، صص369-370)

هنا نتحدث في مستوى ثالث من القيود التي تتدخل أثناء الحديث، وهو مستوى اللغة، كما تتداول في الحياة اليومية، وفي الوضعيات المختلفة، فعندما نتحدث فإننا نرسل أفعالا لغوية هي كالآتي:

الأفعال اللغوية: وقد اقترحت نظرية الأفعال اللغوية من لدن جون أوشين، جون سيرل، حيث تصف لنا هذه الأفعال اللغوية الملفوظ وهي نوعان:

من حيث هو فعل مباشر عندما نستعمل اللغة بكيفية اتفاقية وبصراحة مثل (أنجز تمارينك).

فعل غير مباشر كأن أخبر بعكس ما تشير إليه العبارة مثل قول (الجو بارد في هذه الغرفة).

مبادئ المحادثة: حدد الفيلسوف جريس، القيود المرتبطة بالتواصل، وسماها مبادئ الحديث وهي أربعة:

مبدأ النوعية (الصحة في الكلام).

مبدأ الكمية (ألا تتجاوز الحد المطلوب وألا نتحدث عن أمور لا يفهمها المخاطب).

مبدأ الملاءمة (أن تكون لكل عبارة علاقة بموضوع الحديث).

مبدأ الوضوح (أي وضوح العبارات).

باستثمار ما تقدم من داخل العلوم اللغوية، وفي العلاقة مع النظرية المعرفية، يتبين ضرورة معرفة الكيفية التي ينسق من خلالها النظام المعرفي الإنساني بين مجموع هذه المستويات اللغوية، أثناء استعمال اللغة، ومنه ضرورة تعرف الميكانزمات الذهنية المتدخلة في معالجة اللغة.

ثالثا: فهم اللغة

إن فهم عبارة معينة يتطلب توظيف العديد من السيرورات المعرفية، الموزعة إلى مجموعة من الأنشطة، حيث ينبغي أولا تعرف الكلمات المدركة منفردة، أي ترميزها، (مستوى الإدراك)، ثم تمييزها عن الكلمات المتشابهة لها فونولوجيا، وفهم دلالاتها، ثم تحليل نظام ترتيب الكلمات داخل الجملة (مستوى الفهم).

مناهج دراسة فهم اللغة

يعتمد علماء النفس حاليا فئتين من المناهج لدراسة الكيفية التي يتعرف بها النظام المعرفي ويفهم المادة اللغوية، والكيفية التي ستخرج بها المعلومات من هذه المادة اللغوية، وهما (باتريك لومير ،2011، ص 372)

نموذج التعرف البصري

نموذج الحركات البصرية

ويتم انطلاقا من عرض بصري لنص معين، إما عرض ذاتي متقطع، أو عرض بصري متسلسل، فيطلب من الأفراد ثلاث مطالب:

-التعرف على كلمة ما ونطقها بصوت مرتفع.

-القرار التركيبي بأن يلاحظ مثيرا على الشاشة، إما كلمة أو لا كلمة.

-التصنيف، أي تحديد الفئة التي ينتمي إليها المثير .

هو عبارة عن فحص لحركات العين لتعرف موقع العين بالنسبة للكلمة، والمدة التي يتم استغراقها في التركيز على المثير، وعدد المرات التي يتم فيها قراءة المثير، فاتضح أن العين تقوم بقفزات، ثم تتوقف حوالي 250 جزء من الألف للثانية، إضافة أنه أثناء القراءة يمكن أن نتوقف حتى نفهم ثم نسترسل في القراءة.

الجدول (2) يبين الفرق بين النموذج التعرف البصري ونموذج الحركات البصرية

فهم الكلام

كيف يستطيع النظام المعرفي ترميز الأصوات المكونة للكلمات؟

إن المعالجة المعرفية للكلام تتم داخل تمثل معين، ضمن تفاعل بين بنيات الفرد المعرفية مع بنيات الكلام، هذا التفاعل قد ينتج تمثلا دلاليا لمضمون منطوق الكلام المسموع، والذي سيحتفظ به في الذاكرة، من اجل استعماله في فهم لاحق...وهكذا.. مما يمنح أهمية للذاكرة في نجاح السيرورات المعرفية المتعلقة بفهم الكلمات والجمل، في مستوياتها من الادنى إلى الأعلى (LE NY, j.-F. (1997) ; pp 35-53).

وكما هو الشأن بالنسبة للإدراك، فعملية الترميز توظف نوعين من العمليات: عمليات صاعدة وأخرى هابطة.

إدراك الكلام:

إن تعرف الأصوات يتم من خلال مفعول الترميز الفونيمي من جهة، ثم مفعول السياق من جهة ثانية    (Fowler, Californie (1995).).

ذلك أن إدراك الكلام هو العملية التي يتم من خلالها سماع أصوات اللغة وتفسيرها وفهمها. لذلك نجد أن هناك ارتباط بين إدراك الكلام مجالات علم الأصوات والصوتيات في علم اللغة وعلم النفس المعرفي. بحيث تبدأ عملية إدراك الكلام على مستوى الإشارة الصوتية وعملية السمع. (للحصول على وصف كامل لعملية السمع) بعد المعالجة الأولية للإشارة السمعية، تتم معالجة أصوات الكلام بعد ذلك لاستخراج الإشارات الصوتية والمعلومات الصوتية. ويمكن بعد ذلك استخدام هذه المعلومات الصوتية لعمليات اللغة ذات المستوى الأعلى، مثل التعرف على الكلمات.

نموج إدراك الكلام (نموذج ديفيد بيسوني) (باتريك لومير، 2011، ص 376)

تتم معالجة الكلام عبر المراحل التالية:

المثير        المعالجة السمعية            المعالجة الفونيطيقية               المعالجة الفونولوجية استجابة

التمثل العصبي للعلامة الصوتية تحول العلامة الصوتية إلى تمثل عصبي يحتفظ بسمات العلامة المادية، مثل وثيرة الصوت وشدته والبنية الهرمونية للصوت، يؤدي هذا التحول إلى تكون الشفرة الخامة.

تنشيط نطق الأصوات

حيث يعين النظام المعرفي علامات فونيطيقية بالعلامات الصوتية التي تم إدراكها، تتوافق هذه العلامات مع مقاصد المتكلم، وينبغي في هذه المرحلة تجاوز تقطيع العلامة، (مثال اللغة الإنجليزية ونطقها من طرف أشخاص لم نتعود على نطقهم لها) ففي هذه المرحلة يتعرف نظامنا المعرفي على الحدود الفونيطيقية للعلامة.

المطابقة بين المقاطع الفونيطيقية التي تم التعرف عليها وقواعد الفونولوجية المجردة التي تسمح باستخلاص الجوهر الحقيقي للمقطع الفونيطيقي،(أي معلومات حول الفونيم)،ففي بداية هذه المرحلة يتم ترميز المقاطع و تحليلها إلى مكونات فونيمية،و أخرى فونولوجية .

الشكل (3) يبين سيرورة معالجة الكلام حسب نموذج بيسوني

تعرف الكلمات، (تجربة Lively et pissoni)

لتعرف كلمة معينة نوظف العديد من المعلومات المتعلقة بهذه الكلمة، (مثل طول الكلمة، وثيرة ظهورها...) ويمكن تكوين فكرة عن مفاعيل الخصائص المعجمية على عمل النظام المعرفي من خلال ثلاث مفاعيل: (باتريك لومير،2011، صص  379/380).

مفعول البدء

Meyer et schvaueveldt

مفعول التواثر

Wholey

مفعول المجاورة الإملائية

Jonathan grainge

هو أكثر المفاعيل تعرفا على الكلمات بسرعة، من خلال القدرة على أخذ القرار بسرعة،أمام كلمة ما تكون مسبوقة بكلمة مرتبطة بها سيمانطيقيا، فتشير الأولى إلى البدئ أما الثانية فهي الهدف.

وهو توافر الاستعمال الاتفاقي لكلمة ما في لغة معينة، (أي المعدل النسبي للاستعمال)، ومدى أهميته في التعرف على الكلمات.

أي الكلمات التي تختلف فقط في حرف واحد (همل كلمتان متجاورتان)،تستغرق وقتا أطول في التعرف عليها مقارنة مع الغير متجاورة، إلا أنه يعادل مفعول التحمس على مستوى الذاكرة طويلة المدى.

الجدول (3) يبين مراحل تعرف الكلمات حسب ليفلي وبيسوني

مفعول الكلمات والمكونات (السيمانطيقا)

لا يتطلب فهم جملة معينة استرجاع الأصوات من الذاكرة فحسب، أو استعادة شكل أو صوت، أو حتى مجموعة من الكلمات فقط، بل يتطلب أيضا تعرف وتحديد مكوناتها، وإضفاء الدور التركيبي المناسب على الكلمات، ورفع الغموض الناتج عن بنية الجمل. فكيف يستخرج الأفراد مكونات الجمل وبنيتها؟

مكونات الكلمات

يمكن إجمال مكونات الكلمات، في طول الكلمة، تواثرها، وضعها الإعرابي والدلالي.

استخراج البنية التركيبية (باتريك لومير، 2011، صص 390/391)

لقد اختلف علماء النفس حول لمن الأسبقية، هل للمقيدات التركيبية (بنية الجملة)، أم للمقيدات السيمانطيقية والبراجماتية (المعنى والسياق).

لكن وعلى العموم تم التوصل إلى نتائج تساهم في الفهم السليم للجمل من قبيل:

أن الثوابت المعرفية هي التي تعدل المعلومات اللغوية التي تؤخذ في الاعتبار أثناء فهم رسالة ما،إضافة إلى الهدف الذي يرسمه الأفراد لأنفسهم خلال قراءة النصوص، ثم تنظيم الذاكرة طويلة المدى، فعالية معالجة المعلومات، قاعدة المعلومات...

استعمال علامات المساعدة مثل علامات الترقيم، لأنها توجه الفهم...

 فهم النصوص

إن سيرورة فهم النص تتضمن عملية الفهم، وتعرف الكلمات والتحليل والتركيب، ونضيف لها عمليات جديدة أكثر تعقيدا، تتدخل في أنشطة أخرى مثل التعلم، ويعد برنامج والتر كينش الأكثر تطورا في مجال فهم النصوص، ويسمى هذا النموذج "البناء-الإدماج"، فتتم عملية فهم النصوص عبر العمليات التالية (باتريك لومير، المرجع السابق، ص 395).

ترميز وبناء تمثل قضوي[4]: حيث ترمز الكلمات مع التنشيط الأولي لمختلف دلالات الكلمات، ثم يبدأ الفرد في بناء تمثل قضوي عن الجمل المتضمنة للكلمات المرمزة.

إعداد شبكة قضوية: حيث يتم تحويل القضايا إلى الذاكرة العملية في صيغة شبكة من القضايا المترابطة فيما بينها، مع حذف الزوائد، إضافة إلى تنشيط العناصر المرتبطة بالقضايا المتضمنة في الشبكة في الذاكرة طويلة المدى(التنشيط المنتشر).

تحويل المعلومات إلى الذاكرة العملية: حيث يتم انتقاء القضايا المختارة والمعلومات المنشطة لتكوين تمثل متناسق، ويتم هذا الانتقاء وفق التناسق بين القضايا.(حيث تدعم العناصر المتوافقة وتقصى العناصر المتناقضة)هذا التمثل الناتج (تمثل نصي أو بنية كبرى)يتم تخزينه في الذاكرة النصية المرحلية.

يتبين إذن أن إرساء هذه العمليات يؤدي إلى تمثلات متعددة للنص من قبيل:

تمثل ظاهرة (النص ذاته) و تنسى بسرعة، ويمكن أن تختلف  حسب الأشخاص .

تمثل قضوي (عناصر النص و دور هذه العناصر) أيضا قد تختلف حسب الأشخاص.

تمثل لنموذج ذهني (متضمن للوضعية الموصوفة في النص) وهو ما يتم الاحتفاظ به في الذاكرة طويلا.

رابعا: إنتاج اللغة

إنتاج اللغة الشفهية:

نموذجي كل من بوك ويليفيلت، ونموذج دل (باتريك لومير، 2011، صص 397/399)

نموذج بوك ويليفيلت

نموذج دل

-إنشاء محتوى الرسالة المراد تبليغها.

-المعالجة الوظيفية: انتقاء المفردات وتحديد دورها النحوي في الجملة (ليس الاقتصار فقط على اختيار كل كلمة على حدة بل حتى موقعها الإعرابي في الجملة)

-المعالجة الموقعية: يرتب الكلمات المنتقاة لتكوين جملة، وتحويل تلك المفردات (مثل تصرف الأفعال، التأنيث، الجمع...).

-المعالجة الفونولوجية: انتقاء الأصوات المكونة لكلمات الجمل التي أنشأهاثم انتقاء الثوابت الأخرى المرتبطة بالإنتاج الشفهي، مثل العروض أو الإيقاع.

-المعالجة السيمانطيقية: إنشاء معنى الرسالة المراد تبليغها.

-المعالجة التركيبية: تخطيط البنية النحوية لما يسعى إلى تبليغه، فيرتب الكلمات لإنشاء جمل.

-المعالجة المرفولوجية: تخطيط المورفيمات، انتقاء العناصر التي تتيح التعرف إذا كانت الجملة تشير إلى فعل أو عدة أفعال، أو أن الفعل تزامن مع زمن الحديث.

-المعالجة الفونولوجية: انتقاء أصوات الكلمات وإيقاعها ونبرتها.

مراحل المعالجة تتم متزامنة وليس متتالية.

الجدول (5) يبين الفرق بين نموذجي كل من بوك ويليفيلت، ونموذج دل

بصفة عامة فالإنتاج الشفهي يبدأ بإعداد المحتوى، وينتهي بإعداد العبارة الملفوظة.

الإنتاج الكتابي:

نموذج هايس و فلاور (باتريك لومير، 2011،صص  402/403)

التخطيط

إنتاج أفكار، تنظيم الأفكار وتحديد الأهداف

إنشاء النص

إنتاج النص، تشكيل الجمل، ترتيب الكلمات

                                                                   

المراجعة

إعادة القراءة وتصحيح الأفكار، تعديل ترتيب الكلمات

الشكل(4) يبين نموذج هايس وفلاور للإنتاج الكتابي

يتضح أن هذا النموذج بمثابة إطار تصوري لإنتاج اللغة المكتوبة.

خامسا:  علاقة اللغة بالتفكير

من وجهة نظر معرفياتية، فالتفكير عبارة عن نشاط معرفي يتضمن سلسلة من العمليات العقلية المعقدة التي تتضمن معالجة المعلومات من حيث استقبالها، وترميزها وتفسيرها، واستخلاص المناسب منها، وتقوم أيضا، على استخدام الرموز والتصورات والمفاهيم المادية، والمجردة بهدف الوصول إلى نواتج معينة (الرافع النصير زغلول، عماد عبد الرحيم الزغلول، 2014، ص 258) .

تطرح إشكالية علاقة اللغة بالفكر مجموعة من الأسئلة بالنسبة لعلماء النفس المهتمين بدراسة اللغة، ومن أمثلة هذه الأسئلة:

- هل نحن في حاجة إلى لغة لكي نستطيع التفكيٍر، أم نحن في حاجة إلى تفكير لنستطيع الكلام؟

- هل مهارات التفكير واللغة تنمو ككيانات منفصلة؟ أم أنها ترتبط ببعضها البعض منذ البداية؟

- أيهما يعتمد على الآخر؟ اللغة أم التفكير؟ وأيهما يسبق الآخر؟

- هل نستطيع أن نتكلم دون تفكير؟ وهل هناك تفكير بلا كلام؟

وإذا حاولنا أن نصوغ في كلمات موجزة نتائج الدراسات السابقة لهذه المشكلة فسنجد أنها تتأرجح دائما بين ثلاثة أقطاب مختلفة:

الاتجاه الأول: التطابق والامتزاج التام.

 تعد المدرسة السلوكية أفضل ممثل لهذا الاتجاه. فقد انتهى واطسون مؤسس السلوكية القديمة، إلى أن التفكير هو اللغة. وبناء على ذلك فان التفكير عبارة عن تناول الكلمات في الذهن، أو أن التفكير عبارة عن عادات حركية في الحنجرة، أو هو حديث داخلي يظهر في الحركات قبل الصوتية لأعضاء الكلام، أي أن التفكير كلام ضمني. وربما يكون ذلك هو الذي قاد المدرسة السلوكية الأمريكية في مراحلها المبكرة إلى رفض التسليم بوجود أي متغيرات وسيطية بين المنبهات والاستجابات (جمعة سيد يوسف 1990، ص 144) .

الاتجاه الثاني: التباعد والانفصال.

وهو اتجاه تم تأييده من طرف مجموعة من النظريات على النحو الآتي:

وليام شترن WELLIAM STERN والذي ميز في التصور العقلي لنمو اللغة بين ثلاثة أصول للكلام: الميل التعبيري، والميل الاجتماعي، والميل القصدي، ويرى أن الثالث هو الذي يميز الإنسان على وجه الخصوص. فالإنسان في مرحلة معينة من مراحل نموه النفسي يكتسب القدرة على أن يعني شيئا من الأشياء عند تلفظه بأصوات معينة، وعلى أن يشير إلى شيء موضوعي من الأشياء. وفي الحقيقة تمثل هذه الأفعال القصدية أفعالا للتفكير، وبالتالي فإن ظهورها يشير إلى تعقيل وتوضيح للكلام. ولذا يؤكد" شتون " على أهمية عامل المنطق في نمو اللغة، ويقرر انه في المنطق الطفلي تتضح القصدية ويصطبغ الكلام بالخاصية الإنسانية المميزة (ليف فيكوتسكي،2012، ص 73).

جون بياجي الذي رأى بأن الارتقاء المعرفي يحدث أولا ثم يتبعه الارتقاء اللغوي.  فالكلام المتمركز حول الذات يظهر لدى الطفل الذي يسلك، ويتحدث كما لو كان كل ما يراه ملكه هو، ويبدو غير قادر على فهم وجهة نظر الآخرين، وان يدرك الأشياء من الوضع المختلف. إن الحوار المتمركز حول الذات يمضي حسب موقف الطفل الحالي، كما أنه يقوم بوظيفة تنظيم وتوجيه الذات. وفي الثالثة من العمر يكون نصف منطوقات الطفل متمركزا حول الذات. وينخفض هذا بسرعة إلى الربع في حوالي السابعة. والكلام المتمركز حول الذات لا يشار إليه بالضرورة باستخدام الضمير «أنا». ويركز بياجي على وصف وبنية النمو المعرفي «أو ما يحدث في تكوين المفهوم» . وبنمو القدرة على استخدام الصور الذهنية، والرموز عند الطفل، فإنه يدخل (في رأي بياجيه) إلى مرحلة ما قبل العمليات، وهي المرحلة التالية للمرحلة الحسية الحركية وتبدأ من سن الثانية حتى السابعة تقريبا. ذلك انه مع بداية التمثيل الرمزي للبيئة، ونمو القدرة على التصور الذهني للأشياء والأحداث فإنه يتكون لدى الأطفال مفاهيم غير ناضجة يسميها بياجي ما قبل المفاهيم- مثلا قد يكون لدى الأطفال في هذه المرحلة فكرة عامة وهي أن الطيور لها أجنحة وتطير وغالبا ما توجد على الشجر، أو أن السيارات لها عجلات وأبواب وتوجد في الشوارع- إلا أنهم لا يستطيعون أن يميزوا بين الأنواع المختلفة من الطيور أو السيارات، وبمجرد وصول الطفل إلى هذه المرحلة تأخذ القدرة على استخدام الرموز والصور الذهنية في الازدياد بشكل واضح، وبسرعة كبيرة، فتزداد قدرته اللغوية، ويصبح في إمكانه أن يتصور أساليب جديدة للعب الإبداعي (جمعة سيد يوسف، 1990، ص 146).

أما ليف فيجوتسكي فقد ركز على المنظور الارتقائي، حيث يتصور أن الكلام- لدى الطفل- يكون اجتماعيا في البداية ثم يليه الكلام المتمركز حول الذات وبعده الكلام الداخلي (أو التفكير) وهو بالطبع يناقض التصور السلوكي والتتابع الارتقائي لدى بياجيه (جمعة سيد يوسف، 1990، ص 145).

ويقرر فيجوسكي صراحة «أن تدفق التفكير لا يصاحبه ظهور متزامن للكلام. فالعمليتان ليستا متماثلتين، ولا يوجد تطابق كبيربين وحدات التفكير ووحدات الكلام. ويتضح ذلك عندما يساء تنفيذ عملية التفكير. وينظر فيجوتسكي للكلام المتمركز حول الذات على أنه مرحلة انتقالية من الكلام الاجتماعي إلى الكلام الداخلي. وتخيل الكلام (أي تحويله إلى كلام داخلي) يعني أن عمليات التفكير تحدث وتوجه بدون الحاجة للكلام الصريح، ويمكن أن نتصور، من الناحية التخطيطية، التفكير والكلام كدائرتين متداخلتين، في أجزائهما المتداخلة يتحد الكلام والتفكير لينتجا ما يسمى التفكير الكلامي، لا يتضمن كل أشكال التفكير أو كل أشكال الكلام (جمعة سيد يوسف، 1990، ص 148).

دون أن ننسى السياق التحويلي في هذا الاتجاه حيث يعد كل من تشومسكي، وفودر من بين أهم مؤيديه، ذلك أنهم أكدوا على أن اللغة والفكر شيئان مستقلان عن بعضهما البعض، وأنهما ينبعان من أصول مختلفة، حيث يعتبر اللغة بمثابة وحدة تعمل على نحو منفصل ومستقل عن الفكر، وينطلق هؤلاء في تفسيرهم لهذه العلاقة وفقا لظاهرتين هما:

-التفكير ما قبل اللغوي

- الكلام السابق على التفكير.

فبالرغم من أنهم رأوا بأن التفكير واللغة يسيران على نحو مستقل عن بعضهما بعضا، ليندمجا معا في مرحلة ما قبل العمليات، إلا أنهما يؤكدان أن هذا لا يعني بالضرورة أن اللغة والفكر منطبقان، بل مستقلان، فغالبا ما يكون الاندماج في الجوانب الداخلية للمفردات، أي في معناها، إذ أن المعنى هو وظيفة التفكير، وهذا المعنى لا يتجزأ عن الكلمة لأنها لا تعد كلمة بدون معنى ((جمعة سيد يوسف، 1990، ص 262).

الاتجاه الثالث القائل بأن اللغة والتفكير مترابطان ارتباطا وثيقا:

يرى أصحاب هذا الاتجاه أن اللغة والتفكير مترابطان ارتباطا وثيقا، باعتبار أن اللغة هي الوعاء أو المظهر الخارجي الذي يتم تقديم الفكر من خلاله.

 وما نقصده هنا بالتفكير هو:

الأفكار سواء كانت صورا ذهنية أو أفكارا مجردة

الاتجاهات العامة للتفكير، وطرائق التفكير وأساليبه.

وهذان المحوران هما اللذان يتبدى من خلالهما بشكل واضح العلاقة بين التفكير واللغة. فألفاظ اللغة تعبر عن الأفكار المناظرة لها في عقل الإنسان. وقد عبر عن هذا المعنى «دي سوسير» عندما عرف اللغة بأنها «مجموعة من العلامات تعبر عن الأفكار» غير أن التفكير لا يكون تفكيرا إلا إذا مارس العقل وظيفته الأساسية، وهي «الربط»، أي إذا تم الربط بين عدة أفكار. واللغة ترتبط بالتفكير من هاتين الزاويتين، زاوية الأفكار، وزاوية الاتجاهات الفكرية. فالأفكار يتم التعبير عنها بالألفاظ وبالسياقات التي ترد فيها تلك الألفاظ. كما يتم التعبير عن الاتجاهات الفكرية بالتعبيرات اللغوية المختلفة (جمعة سيد يوسف، 1990، ص 151)..

 وينبثق من هذا الاتجاه- بصفة عامة –ثلاث اتجاهات فرعية:

الاتجاه الفرعي الأول:

 يرى أصحابه تغليب جانب التفكير في تأثيره على اللغة. فبرونو يرى أن التفكير سابق على اللغة التي ينحصر دورها في التعبير عن الذات، حيث يناسب كل حدث فكري حدثا لغويا ((جمعة سيد يوسف، 1990، ص 152).

 ويقرر كورزيبسكي أن طريقة التفكير لدى مجتمعات معينة هي التي تحدد أسلوب تراكيبهم اللغوية. فعلى سبيل المثال: لأن التفكير عند العرب والفرنسيين يغلب عليه الطابع الاستدلالي فان الصفة في لغتيهما تتبع الموصوف بينما التفكير عند الإنجليز تفكير استقرائي، فتأتي الصفة قبل الموصوف ((جمعة سيد يوسف، 1990، ص 153).

الاتجاه الفرعي الثاني:

حيث اللغة أكثر تأثيرا في التفكير خصوصا لدى الجماعات. فاللغة لا توجد في فراغ. إنها تخدم أنساقا أخرى في العقل البشري (وتتأثر بها)، ولأنها تستخدم لنقل الأفكار فينبغي أن يعكس بناؤها ووظيفتها هذه الأفكار. ولأنها تستخدم في التواصل داخل أنساق اجتماعية وثقافية معقدة فان وظيفتها وبناءها يتأثران بهذه القوى أيضا. وبالتالي بمجرد أن نتعلم كيفية استخدام اللغة فإنها تصبح قوة في حد ذاتها فتساعدهم على التفكير ((جمعة سيد يوسف، 1990، ص 153).. فاللغة هي التي تجعل مجتمعا ما يتصرف ويفكر بالطريقة التي يتصرف ويفكر بها.

الاتجاه الفرعي الثالث:

 هو اتجاه توفيقي، وهو الأكثر شيوعا لدى المعاصرين، يقدم حلا وسطا لقضية علاقة اللغة بالتفكيرٍ، ويتحاشى الانتقادات التي توجه إلى الاتجاهات الأخرى. ويرى مؤيدوه أن العلاقة بين اللغة والتفكير علاقة دينامية متبادلة من حيث التأثير والتأثر، فكل منهما يؤثر في الآخر، ويتأثر به. فنحن لا نستطيع أن نتكلم بما لا نقدر أن نفكر فيه، ولا نستطيع أن نفكر بعيدا عن قدرتنا اللغوية ((جمعة سيد يوسف، 1990، ص 155).  

ومن هذا المنطق ينبغي أن تتعدل الأسئلة التي تشغل بال العلماء المهتمين بقضية اللغة والتفكير، بحيث ينشغلون بتوفير الأساليب الموضوعية الدقيقة التي تقيس العلاقة بين اللغة والتفكيرٍ، وكيفية التعرف على أشكال الترابط بين الوظيفتين، وهو ما يتجسد داخل الكلمة.

خاتمة  

عموما، وانطلاقا مما تضمنه هذا البحث، يمكن القول بأن وحدة اللغة والتفكير أو ارتباطهما يتجلى بشكل خاص في الجانب الداخلي للكلمة، أي في معناها.

ومعنى الكلمة واكتشافه يعتبر عملا للتفكير. وبجانب ذلك يعتبر المعنى جزءا لا يتجزأ من الكلمة. فالكلمة من دون معنى ليست كلمة، وإنما هي صوت فارغ. والكلمة بافتقارها إلى المعنى لا تنتمي لعالم الكلام. وعليه فإن المعنى يمكن اعتباره- بدرجة متكافئة- ظاهرة كلامية وظاهرة منتمية إلى مجال التفكير وهو يمثل وحدة التفكير اللغوي.

إن هدف هذا البحث ليس فقط الكشف عن العلاقة بين اللغة (الكلام) والتفكير، عبر إعادة طرح الإشكالات التي سبق لفلاسفة وعلماء اللغة وعلماء النفس طرحها، ولا تحديد طبيعة السيرورات الذهنية التي من شأنها تحقيق فهم اللغة فحسب، وإنما هدفه الضمني هو بسطه كأرضية نظرية للتفكير بيداغوجيا في مداخل لتفسير اضطرابات اكتساب اللغة، سواء اللغة الأم، أو اللغة الأجنبية.

ذلك أن كل مشتغل في الحقل التربوي، واع بالضرورة بطبيعة وتنوع الصعوبات التي تواجه المتعلمين أثناء بنائهم لتعلماتهم المتعلقة باللغة، فيتبين أنه لا بد من ربط اللغة المكتسبة، أثناء التدريس، بنمط الاشتغال الفكري والثقافي لها، حتى يتمكن المتعلم من اكتاب اللغة ثم إعادة إنتاجها من داخل اللغة نفسها.

قائمة المراجع

المراجع العربية

باتريك لوميك "علم النفس المعرفي،المرجعية السيكولوجية للكفايات و بيداغوجيا الإدماج" ترجمة عبد الكريم غريب،منشورات عالم التربية،ط 1 سنة 2011

جمعة سيد يوسف"السيكولوجية و المرض النفسي"عالم المعرفة، عدد 145، سنة 1990

الرافع النصير زغلول وعماد عبد الرحيم زغلول"علم النفس المعرفي"دار الشروق، الأردن 2014

فردناند دي سوسير: محاضرات في الألسنية العامة، ترجمة: يوسف غازي، مجيد النصر، دار نعمان للثقافة، لبنان 1984،

ليف فيكوتسكي:"الفكر و اللغة، النظرية الثقافية التاريخية" ترجمة عبد القادر قنيي،إفريقيا النشر،2012

محمود فهمي حجازي: علم اللغة العربية، الكويت، وكالة المطبوعات، 1973

عدنان يوسف العتوم "علم النفس التربوي، نظريات و تطبيق"دار النشر المسرة، 2017

المراجع الأجنبية

Crystal, D. : The CambridgeEncyclopedia of Language, Cambridge, Cambridge University Press, 1989-

Finocchiaro, M. : English asa Second Language from Theory to Practice, New York, Regents Publishing Company, SNC, 1974

Fowler, Californie (1995). "Production de discours". Dans JL Miller; PD Eimas (éd.). Manuel de perception et de cognition : parole, langage et communication . San Diego : Presse académique

LE NY, j.-F. (1997), Sciences cognitives et psychopédagogie, cahier Binet-Simon, 650. 35-53.

Halliday, Mak2003” On ;on the architecture of human language;on language and luinguistiques: the collected works ;London and newyork;quinox.

Noam Chomsky ; L’ère Chomskyen; Extrait de L’architecture du langage, 2000 ; article publié sur :

L’ère Chomskyenne, par Noam Chomsky (Extrait de The Architecture of Language) (archive.org)

Rechardkearney : the continental philosophy reader.

Thornbury;scott (2006) –AN A-Z of ELTOxford ;Macmillan;p 24 IS BN 1405070633.

Tomasello, M., Origins of Human Communication. cambridge, MiT press, 2008

 

[1]الفونيم هو أصغر وحدة في سلسلة الملفوظات، وهناك الفونيمات الصوتية VOCALIQUES  ،و الصامتة CONSONNE ،و تتميز هذه الفونيمات بمجموعة من المميزات هي:

-أنفية أو فمية:Orales ou nasales منها ما هو متصل بمؤخرة الفم مثل (m)،أو حرف فمي مثل (p)

-رنانة أو غير رنانة sonores ou sourdes  متوافقة مع اهتزازات الحنجرة (d) أو غير رنانة مثل (t).

-مقفلة أو منقبضة:occlusives ou constrictives أي أن انغلاق القناة الفمية متبوع بانفتاح مباغت مثل (b)،أو أن الانقباض يضيق مثل (f).

-في الأمام أو في الخلف:منه الصامت الشفهي مثل (p)،و الصامت الأسناني مثل (d)،أما فيما يخص الخلفي  فنذكر الصامت اللهوي مثل (k).

[2]الإعرابية :تدرس تغيرات الكلمة التي لا تشكل أي  تأثير كبير على معناها (مثل  التحول من المفرد إلى الجمع، أو التصريف..)

[3]الاشتقاقية:تبحث في تغيرات الكلمة و التي تحدث تعديلا في معناها العام،(مثل الإلحاق suffixation norme/normale : ،أو التصدير préfixation  possible/impossible : أو الزوائديةpara synthétisation croire/incroyable : ).

[4]التمثيل القضوي هو تمثيل يتضمن دلالة الجملة بفضل ترميز العناصر والأدوار التي تؤديها

Partager cet article
Repost0

commentaires

مجلة وطنية ثقافية شاملة ومحكمة

  • : مجلة دفاتر الاختلاف
  • : مجلة "دفاتر الاختلاف" دو رية مغربية ثقافية محكمة رخصة الصحافة رقم:07\2005 -الايداع القانوني:2005/0165 تصدر عن مركز الدراسات وتحمل الرقم الدولي المعياري/ p-2028-4659 e-2028-4667
  • Contact

بحث

الهيئة العلمية

أعضاء الهيئة العلمية والتحكيم

د.عبد المنعم حرفان، أستاذ التعليم العالي، تخصص اللسانيات، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كلية الآداب والعلوم الانسانية ظهر المهراز فاس المغرب

د.عبد الكامل أوزال، أستاذ التعليم العالي، تخصص علوم التربية، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مكناس/المغرب

د.أحمد دكار، أستاذ التعليم العالي مؤهل ، تخصص علم النفس وعلوم التربية، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس/المغرب

د.محمد أبحير، أستاذ محاضر مؤهل، تخصص اللغة العربية وآدابها، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بني ملال/المغرب

د.محمد الأزمي، أستاذ التعليم العالي ، تخصص علوم التربية، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس/المغرب

د.ادريس عبد النور، أستاذ محاضر مؤهل، تخصص اللغة العربية وعلوم التربية والدراسات الجندرية، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس-مكناس/المغرب

د. عبد الرحمن علمي إدريسي، أستاذ التعليم العالي، تخصص علوم التربية، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس/المغرب

محمد زيدان، أستاذ محاضر مؤهل، تخصص اللغة العربية وآدابها، المركز  الجهوي لمهن التربية والتكوين مكناس/المغرب

د.محمد العلمي، أستاذ التعليم العالي ، تخصص الدراسات الاسلامية والديدكتيك، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مكناس/المغرب

د.محمد سوسي، أستاذ مبرز ، دكتور في الفلسفة، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مكناس/المغرب

دة.سميحة بن فارس، أستاذة التعليم العالي مساعد، تخصص الديدكتيك علوم الحياة والارض ، المدرسة العليا للأساتذة فاس / المغرب

د.عزالدين النملي، أستاذمحاضر ، تخصص اللغة العربية والديدكتيك ، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين تازة/المغرب

دة.صليحة أرزاز ، أستاذة التعليم العالي مؤهل، تخصص لغة فرنسية، ، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مكناس/المغرب

د.المصطفى العناوي، أستاذة التعليم العالي مؤهل، تخصص الاجتماعيات ، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مكناس/المغرب

د.حسان الحسناوي، أستاذ التعليم العالي مساعد، تخصص اللغة العربية وآدابها ، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين تازة/المغرب

د.عمر اكراصي، أستاذ محاضر مؤهل، تخصص علوم التربية، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مكناس/المغرب

دة.حنان الغوات، أستاذة التعليم العالي مساعد، تخصص علومالتربية، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مكناس/المغرب

د.حميد مرواني، أستاذ محاضر مؤهل، المركز الجهوي لمهن التربية

والتكوين فاس- مكناس المغرب

   د.عبد الرحمان المتيوي، أستاذ مبرز في الفلسفة، مكون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس -مكناس /المغرب

د.المصطفى تودي، استاذ باحث بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة

.فاس-مكناس

دة.الخالفي نادية، أستاذة التعليم العالي مساعد، المركز الجهوي لمهن التربية

.والتكوين الدار البيضاء-سطات/المغرب

د. محمد أكرم  ناصف ، أستاذ مؤهل، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس-مكناس المغرب.

هيئة التحرير وشروط النشر

رئيس هيئة التحرير

د.ادريس عبد النور

هيئة التحرير​​

​​​​​د.عمر اكراصي - د.طارق زينون

د.سعيد عمري- ذة. مالكة عسال

ذ.خالد بورقادي إدريسي

الشروط العامة لنشر البحوث:

  • أن يكون البحث ذا قيم علمية أو أدبية، ويقدم قيمة مضافة للحقل المعرفي.
  • أن يتمتع البحث بتسلسل الأفكار والسلامة اللغوية والإملائية.
  • أن لا يكون البحث مستلاً من أطروحة دكتوراه أو رسالة ماستر أو كتاب تمَّ نشره مسبقاً.
  • يلتزم الباحث بإجراء التعديلات التي يقرها المحكمون بخصوص بحثه، حيث يعد النشر مشروطاً بإجراه هذه التعديلات.

المراسلات: Email:cahiers.difference@gmail.com0663314107