Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
17 septembre 2022 6 17 /09 /septembre /2022 18:56
المرأة في الإسلام من السياق إلى التأويل -القرآن الكريم والسنة النبوية

المرأة في الإسلام من السياق إلى التأويل

  •  -القرآن الكريم والسنة النبوية-

 

د. ادريس عبد النور

 

دراسة محكمة

 

أستاذ التعليم العالي مساعد  بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس مكناس/المغرب

أستاذ مادة اللغة العربية وعلوم التربية والنقد النسائي والثقافة الرقمية

Abdennour.driss@gmail.com

 

الكلمات المفاتيح: القرآن الكريم، السنة النبوية، التشريع الاسلامي، المرأة المسلمة، مقاربة النوع الاجتماعي.

ملخص:

     يُتَّهم الإسلام بأنه ينتقص من عقل المرأة وقدراتها الفكرية، وأنه يحط من إمكانياتها في استعمال العقل بالمقارنة مع الرجل بمعنى أن الإسلام يخالف العلم واستعمال العقل و أساس هذه الاتهامات هو ما اجتزئ من آيات قرآنية وأحاديث صحيحة وظفت في غير سياقاتها .ومن هذه النصوص التي ولدت جدلا وأشكل على البعض تأويلها وأضرت بصورة المرأة المسلمة في التشريع الإسلامي.

 

Sommaire:

Mots-clés : le Noble Coran, la Sunna du Prophète, la législation islamique, les femmes musulmanes, l'approche genre,

L'islam est accusé de nuire à l'esprit de la femme et à ses capacités intellectuelles, et qu'il dégrade ses capacités à utiliser la raison par rapport aux hommes, ce qui signifie que l'islam contredit la science et l'utilisation de la raison. Certains l'ont interprété et cela a nui à l'image de la femme musulmane. dans la législation islamique.

 

1-  المرأة في القرآن من السياق إلى التأويل

    1. التفريق بين الذكر الأنثى على أساس التفاضل.

     جاء في هذا الموضوع قوله تعالى: ﴿ وليس الذكر كالأنثى﴾ (سورة آل عمران الآية 36.) وقد خضعت هذه الآية إلى عدة تفاسير بحيث فسرها القرطبي في جزئه الرابع الصفحة 68، بأن امرأة عمران إنما قصدت بكلامها أن الأنثى التي ولدتها لا تصلح لما نذرت به ربها ،أي خدمة المسجد، وهو العمل المخصص للذكور بحيث جاء في قصة امرأة عمران (حنة بنت فاقود)* ﴿ إذ قالت امرأة عمران رب إني أنذرتك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم* فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى﴾ ( آل عمران الآية 35-36) . وإن كان بعض المفسرين المحدثين " يأخذ هذه العبارة منفصلة عن سياقها ليؤكد تفوق الذكور، فإن وضعها داخل إطارها الحقيقي يطلعنا على خطأ التصورات التي تؤسس العلاقة بين الجنسين على التفاضل" ([1]).

فالرجل مفضل انطلاقا من إنتاج المعاني التي تنتجها قصة الخلق ومعاني الآيات الآتية :﴿ ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة﴾ (سورة البقرة الآية 227) . ﴿ الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم﴾ (سورة النساء الآية 34.)

هذا ويقول ابن جوزي : " كان ذلك من تمام اعتذار امرأة عمران ومعناه : لا تصلح الأنثى لما يصلح له الذكر من خدمته المسجد والإقامة فيه لما يلحق الأنثى من الحيض والنفاس" ([2]) .

وقال الشوكاني في " زبدة التفسير" ص: 68 ، " أي ليس الذكر الذي أردت أن يكون..خادما ويصلح للنذر كالأنثى التي لا تصلح لذلك" .

وفي تفسير ابن كثير الجزء الأول ص: 359، يقول كاتبه مفسرا هذه الآية بأن المقصود هو " ليس الذكر كالأنثى في القوة والجلد والعبادة وخدمة المسجد الأقصى".

لقد أجمعت كل هذه التفاسير لهذه الآية عن قراءتها وفق السياق العام الذي نزلت فيه مع اعتبار كل القراءات التأويلية لم تكن محايدة فيما يتعلق بإنتاجهم لنفس الصورة التي تنتهجا الصياغة التوراتية حول المرأة بالنسبة لمفهوم " الطهارة"  وبذلك فإخراج هذه الآية من سياقها يضر بصورة المسلمة كما يضر بصورة الإسلام من حيث قيام الأفضلية بين الذكر والأنثى على المستوى الإلهي ، وهو موقف يظلم المرأة كما يظلم الإسلام وهو الذي نادى في العديد من الآيات بمبدأ المساواة الذي يشمل الرجل كما المرأة على السواء قال تعالى : ﴿ وأمرت لأعدل بينكم﴾( الشورى الآية: 15). كما قال :﴿ من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم

أجرهم بأحسن ما كانوا يعلمون﴾ (النحل الآية 97)،وقال أيضا: ﴿إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم﴾ (الحديد الآية 18).

      فالمساواة بين الرجل والمرأة  متحققة في الإسلام بطريقة قل نظيرها في باقي الديانات السماوية الأخرى وإن كان هناك أحيانا تباين في الاختصاصات والمسؤوليات،" فإننا لا نجد تفريقا بين الرجل والمرأة في الكرامة الإنسانية وفي الجزاء من ثواب أو عقاب" ([3])

    1. في إلحاق الكيد بجنس النساء.

كثيرا ما تضررت صورة النساء من خروج  الآية التالية عن سياقها ، فأصبح تفسيرها يستدعي فهمها على ضوء سياقها الذي يتعلق بامرأة عزيز مصرمع يوسف عليه السلام يقول تعالى :﴿ فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فسئله ما بال النسوة الآتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم﴾ ( سورة يوسف الآية 50.)، وقد أرجع المفسرين الكيد بعدد من الخصال متعلقة بالسياق حيث وصف القرطبي الكيد بالمكر والحيلة و "عظيم" لعظم فتنتهن واحتيالهن في التخلص من ورطتهن.

    1. في وجه عداوة الأزواج والأولاد.

قال تعالى: ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون﴾ () ، إن حيلولة الزوجة أو الأولاد عن طاعة الله واستجابة المؤمن لنداء الله يتحمل مسؤوليتها الزوج وحده ، ويأتي تفسير الآية : ﴿ يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم﴾ (سورة التغابن الآية 14) مركزا على أن "عدوا لكم" بمعنى " احذروهم" ، أما ما يتعلق بإلحاق فحوى الآية بالمرأة فقط ف" من أزواجكم" يدخل فيها كل من الذكر والأنثى باعتبار أن الجمع المذكر الذي يدخل في جميع الآيات كان يشمل كلا منهما، فيصبح بذلك الرجل " عدوا" أي يجب الحذر منه كذلك عندما يقف حائلا بين العدو وبين الطاعة كما جاء على لسان القرطبي  في تفسيره الجزء 18 ص: 141،حيث قال " أن الرجل يكون له ولده وزوجه عدوا، كذلك المرأة يكون لها زوجها وولدها عدوا بهذا المعنى بعينه .وعموم قوله " من أزواجكم " يدخل فيه الذكر والأنثى لدخولهما كل آية" .

    1. في التلبيس بمكان الوطء

في قوله تعالى :﴿ نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم﴾ ( البقرة الآية 223) يقع تفسير الآية أحيانا على أساس إلتباس يجعل معنى "الحرث" - وهو يحيل هنا على معنى رقيق للوطء – يتعلق بالمكان مادام معنى الزمان – وهو وقت المحيض- قد شجبته الآية : 222 من سورة البقرة ﴿ ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتّى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله﴾ " ولما كانت المرأة موضع النسل إذ كان في رحمها نطفة زوجها جاء تشبيهها بالأرض التي هي موضع النبات والإنبات [...] والمراد أن بإمكان الرجل إتيان امرأته من أي جهة شاء، ما دام ذلك في موضع الحرث ، أي القُبُل" ([4]) .

  1. المرأة في السُّنة من السياق إلى التأويل

     الإسلام هو الإسلام والتأويل متعدد فبعد أن اختلف المسلمون في تفسير القرآن الكريم ، وبعد أن جعل المفسرين النص القرآني يقول بدونية المرأة ، كما نادى بذلك أبو الأعلى المودودي الذي جعل الإسلام يوصد الباب في وجه النساء للاندماج في الحياة الاجتماعية والسياسية لمجتمعاتهن ، هذا القول قد يجعل البعض يعتقد بمصداقيته باعتباره فعلا موقف الإسلام من المرأة  .

لقد سخّر التأويل العقيدة لخدمة وجهة النظر المحكومة بالهاجس الفردي أو الأيديولوجي.. عن الانزلاق في التأويل أو تدعيما لسلطة دنيوية ما على الأرض.

إن نفس الذهنية التجزيئية قد أصابت مقتلا في النص القرآني كما في النص الحديثي أبانت عن تغلغل المنطق الأبوي المتحجر اتجاه كل ما يتعلق بالمرأة، بدءا من :

    1. أحاديث الابتلاء بالبنات:

 فقد روى الترمذي عن عائشة قالت : قال (ص) : " من ابتلي بشيء من البنات فصبر عليهن كن له حجابا من النار".

فالبلاء هنا ليس بالمعنى العامي ولكنه الامتحان والاختبار، فالصبر قيمة مضافة للواجب الذي يجب أن يستمر حتى تتزوج البنات، وهذا التأويل يضع هذه الأحاديث ف باب (فضل الإحسان على البنات).

    1. أحاديث تجعل المرأة عورة:

 فقد روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود بسند صحيح أن النبي (ص) قال " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان".

فكون المرأة عورة يعني الحذر من إغرائها وفتنتها والاحتياط من جاذبيتها وقوة إيحاء جسدها .

    1. أحاديث تجعل المرأة فتنة:

 رُوي عن البخاري ومسلم وأحمد والنسائي عن أسامة قوله (ص):" ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" .

لقد علق د.إبراهيم مروان القيسي على هذا الحديث بقوله" ليس في الحديث ما يعيب المرأة ،وإنما فيه أن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن، والفتنة هنا تعني الاختبار" ([5])

    1. حديث في تشبيه المرأة بالحيوان:

روى مسلم وأبو داود وابن خزيمة أن رسول الله (ص) قال : " يقطع صلاة الرجل إذا لم يكن بين يديه كآخرة الرحل: المرأة والحمار والكلب الأسود " .

وإذ يُطرح التساؤل عن مدى دلالة الجمع بين المرأة والحمار والكلب نجد أن البعض قد فهمه على ظاهره بما يسيء للمرأة ومكانتها في المجتمع ولهذا " فالجمع بين هؤلاء الثلاثة ليس من باب التسوية بينهم بشكل عام ، وإنما التسوية بينهم فقط في حكم معين هو قطع الصلاة" ([6])

وقد سبق للرسول (ص) أن جمع بين المرأة والطيب والصلاة في حديث آخر أخرجه أحمد والنسائي والحاكم والبيهقي بسند صحيح يقول فيه (ص) " حُبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة".

    1. إلحاق الحكم بالخيانة على بنات حواء:

لقد جاء فيما رواه البخاري ومسلم وأحمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله(ص): «...لولا حواء لم تخن أنثى زوجها"  وبذلك يذهب أصحاب التأويل المغرض إلى ما تلحقه الصياغة التوراتية من خطيئة المرأة ومسؤوليتها في خروج آدم من الجنة لما زينت لآدم الأكل من شجرة التفاح، ولو رجع المؤول إلى تفسير النص الحديثي بالنص القرآني لوجد أن القرآن يخص آدم بالعتاب وهذا العتاب سيكون منطقيا لو علمنا أن آدم هو من علمه الله الأسماء كلها والقرآن في قوله تعالى يخصص آدم بمسؤولية الخرق والإشارة له ب" إليه" واضحة،﴿ فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد و ملك لا يبلى * فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى﴾ (سورة طه الآية 120-121.)، بينما نجد في التوراة، سفر التكوين ، بالإصحاح الثالث ،أن آدم ينفي عنه مسؤولية الاقتراب من الشجرة بما أنه متمثل للأوامر التي وجهها له الله في هذا الشأن إذ يقول " فقال آدم المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت".

ويتبين من هذا كله أن حواء في قصة الخلق الإسلامية (ومن بعد ذلك المرأة بشكل عام) ما زالت تستحكمها قصة الخلق اليهودية على مستوى التأويل([7]) بينما لم نجد لها تخصيصا بالعتاب والإشارة بالتثنية التي جاءت بسورة البقرة الآية 36، والتي جاءت تالية بعد أن استحكم الإله إرادته في أن يجعل في الأرض خليفة يقول: ﴿ فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه﴾.

    1. عن نقصان العقل والدين.

  روى أبو داود عن عبد الله بن عمر، أخرجه مسلم، قال، قال رسول الله (ص) :" .. ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لُبّ منكن، قالت امرأة: يا رسول الله، وما نقصان العقل والدين؟ قال: أما نقصان العقل: فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل، فهذا نقصان العقل. وتمكث الليالي ما تصلي، وتفطر في رمضان، فهذا نقصان الدين" ([8]) .

فالمراد من نقصان العقل والدين فالحديث يشرحها بكل وضوح ([9])، وما جعل هذا الحديث يلتبِس على الفهم خروجه عن سياقه الأصلي ليبني به الفقهاء أحكاما شرعية ومواقف ثابتة جعلت المرأة كائنا من الدرجة الثانية له معطيات طبيعية مغايرة وكأن الأمر لأجل ذلك من المسلمات والبديهيات غير خاضعة للنقاش، بالرغم من كون المرأة جاءت في سورة التوبة وصية كالرجل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قوله تعالى بالآية 71: ﴿ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر﴾.

  - فهل من نقص عقله – رجلا أو امرأة- يكلف بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ .

  إن المساواة الحقيقية أمام الله وقمة الثقة الإلهية في مشروعية استعمال العقل من طرف المرأة هي وضع مسؤولية السهر على شريعة السماء بين يديها لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.

  -  فكيف لمن نقص عقله أن يُكلف  بتقويم اعوجاج  الحياة الدينية لعموم المسلمين؟

  - بل كيف لناقصات عقل ودين أن يذهبن بلب الرجل الحازم الوافر العقل ؟ كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام البخاري في كتاب الحيض عن أبي سعيد الخدري : " ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن."

  وقد كان علي ابن أبي طالب هو أول من أوّل و وجّه هذا الحديث وجهته الخاطئة بل تحامل على ما جاء في الآية 71 من سورة التوبة بدعوته عدم إطاعة النساء في دعوتهن للمعروف وبذلك جعل النساء بعيدات عن النهي عن المنكر، حيث قال في خطبته المشهورة: " معاشر الناس إن النساء نواقص الإيمان  نواقص الحظوظ نواقص العقول.فأما نقصان إيمانهن فقعودهن عن الصلاة والصيام في أيام حيضهن.أما نقصان حظوظهن، فمواريثهن على الأنصاف عن مواريث الرجال.وأما نقصان عقولهن فشهادة امرأتين كشهادة الرجل الواحد. فاتقوا شرار النساء. وكونوا من خيارهن على حذر ولا تطيعوهن في المعروف حتى لا يطمعن في المنكر" ([10]). بمعنى منع طاعتهن في المعروف كي لا يطمعن في مسألة النهي عن المنكر.

  كما أنتج عمر ابن الخطاب تأويلا لا يختلف كثيرا عن تأويل علي ابن أبي طالب بل أضاف له من القدسية و" البركة" ما يجعله مترسخا في البنية العقلية للمسلم حيث قال " خالفوا النساء فإن خلافهن بركة".

   فالإسلام ساوى بين المرأة والرجل في التكاليف الشرعية في درجة إتقان العبادة  وفي العقوبة على خلاف ذلك، فلو كانت المرأة ناقصة عقل، فكيف تكون عقوبة غير المؤهل عقليا  بنفس مستوى كامل العقل والأهلية، إن هذه الواقعة تتنافى مع  روح الخطاب الإيماني العام فيما جاء به من العدل والمساواة ونحن نعرف رفع الحرج الذي رفعه الإسلام عن القاصر والمجنون ( أي فاقد العقل) على حد تعبير ابن تيمية : "فلا يسمى عاقلاً من عرف الشر فطلبه والخير فتركه".

خاتمة:

إن مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة من بين المبادئ السامية التي واجه بها الإسلام عرب الجاهلية ، فلكل من الذكر والأنثى جزاءه الخاص في الآخرة كما في الدنيا: ﴿ فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض﴾ (سورة آل عمران الآية 195(

وقد تضاربت الآراء في مسألة المساواة، فهناك من يرى أن الإسلام لم يقر بمبدأ المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة مستدلين في ذلك ،اعتبار شهادة امرأتين بشهادة رجل واحد في قوله تعالى:﴿ واستشهدوا شهيدين من رجالكم، فإن لم يكونا رجلين، فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضِلَّ إحداهما فتذكِّر إحداهما الأخرى﴾(سورة البقرة الآية 282.(

وقد كان الداعي إلى ذلك ما يقره الإسلام من الانغلاق الاجتماعي الذي كانت عليه المرأة وعم مخالطتها للرجال في ميدان المعاملات التجارية والمالية التي تحتاج المكاتبة كالبيع والقرض والإجارة والرهن والوديعة والاقرار والغصب والوقف،﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين مسمى فاكتبوه﴾ (سورة البقرة الآية 282.)، هذا زيادة على عدم تفتحها على الأسواق وقد تستحكم للأعراف في هذا المجال، وتكون نتيجة هذه الوضعية أن تكون خبرتها في هذا الميدان لا توازي نضج خبرة الرجل.

أما ما لا يجوز للرجال الاطلاع عليه من أسرار النساء الداخلية فقد أجاز النبي شهادة امرأة واحدة وقد تكون القابلة مثل ذلك مثل شهادة الرضاعة ورؤية الهلال التي تقبل فيها شهادة امرأة واحدة عدل.

هوامش

  1. زينب معادي" المرأة بين الثقافي والقدسي.." سلسلة بإشراف فاطمة الزهراء أزرويل، نشر الفنك الدار البيضاء سنة 1990 ص: 67. 
  2. ابن جوزي ، " زاد المسير" الجزء الأول ص: 377. 
  3. د.مروان إبراهيم القيسي" المرأة المسلمة بين اجتهادات الفقهاء وممارسة المسلمين" نشر إيسيسكو الرباط الطبعة الأولى سنة 1991 ص: 20. 
  4. د.مروان إبراهيم القيسي" المرأة المسلمة بين اجتهادات الفقهاء وممارسة المسلمين" نفس المرجع ص: 143. 
  5. نفس المرجع السابق ص: 146. 
  6. المرجع السابق نفسه ص: 147. 
  7. أنظر(ي) ما جاء في كتابنا عن قصة آدم وحواء ب" الكتابة النسائية حفرية في الأنساق الدالة ..." المرجع السابق ص: 109-110. 
  8. شرح مسلم للنووي الجزء الثاني الصفحة : 65-66. 
  9. لمزيد من المعلومات في هذا الشأن خاصة فيما يتعلق بالتكوين البيولوجي للمرأة  المصحوب بالعذر الإلهي، بالإضافة إلى غلبة العاطفة عليها وقلة خبرتها وعدم اكتراثها بشؤون المعاملات أنظر، د. وهبة الزحلي " الأسرة المسلمة في العالم المعاصر "، دار الفكر المعاصر ،بيروت الطبعة الأولى سنة 2000، الصفحة 109.
  10. علي ابن أبي طالب " نهج البلاغة"  ،الجزء الأول ص: 129. 

 

Partager cet article
Repost0

commentaires

مجلة وطنية ثقافية شاملة ومحكمة

  • : مجلة دفاتر الاختلاف
  • : مجلة "دفاتر الاختلاف" دو رية مغربية ثقافية محكمة رخصة الصحافة رقم:07\2005 -الايداع القانوني:2005/0165 تصدر عن مركز الدراسات وتحمل الرقم الدولي المعياري/ p-2028-4659 e-2028-4667
  • Contact

بحث

الهيئة العلمية

أعضاء الهيئة العلمية والتحكيم

د.عبد المنعم حرفان، أستاذ التعليم العالي، تخصص اللسانيات، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كلية الآداب والعلوم الانسانية ظهر المهراز فاس المغرب

د.عبد الكامل أوزال، أستاذ التعليم العالي، تخصص علوم التربية، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مكناس/المغرب

د.أحمد دكار، أستاذ التعليم العالي مؤهل ، تخصص علم النفس وعلوم التربية، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس/المغرب

د.محمد أبحير، أستاذ محاضر مؤهل، تخصص اللغة العربية وآدابها، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بني ملال/المغرب

د.محمد الأزمي، أستاذ التعليم العالي ، تخصص علوم التربية، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس/المغرب

د.ادريس عبد النور، أستاذ محاضر مؤهل، تخصص اللغة العربية وعلوم التربية والدراسات الجندرية، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس-مكناس/المغرب

د. عبد الرحمن علمي إدريسي، أستاذ التعليم العالي، تخصص علوم التربية، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس/المغرب

محمد زيدان، أستاذ محاضر مؤهل، تخصص اللغة العربية وآدابها، المركز  الجهوي لمهن التربية والتكوين مكناس/المغرب

د.محمد العلمي، أستاذ التعليم العالي ، تخصص الدراسات الاسلامية والديدكتيك، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مكناس/المغرب

د.محمد سوسي، أستاذ مبرز ، دكتور في الفلسفة، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مكناس/المغرب

دة.سميحة بن فارس، أستاذة التعليم العالي مساعد، تخصص الديدكتيك علوم الحياة والارض ، المدرسة العليا للأساتذة فاس / المغرب

د.عزالدين النملي، أستاذمحاضر ، تخصص اللغة العربية والديدكتيك ، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين تازة/المغرب

دة.صليحة أرزاز ، أستاذة التعليم العالي مؤهل، تخصص لغة فرنسية، ، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مكناس/المغرب

د.المصطفى العناوي، أستاذة التعليم العالي مؤهل، تخصص الاجتماعيات ، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مكناس/المغرب

د.حسان الحسناوي، أستاذ التعليم العالي مساعد، تخصص اللغة العربية وآدابها ، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين تازة/المغرب

د.عمر اكراصي، أستاذ محاضر مؤهل، تخصص علوم التربية، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مكناس/المغرب

دة.حنان الغوات، أستاذة التعليم العالي مساعد، تخصص علومالتربية، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين مكناس/المغرب

د.حميد مرواني، أستاذ محاضر مؤهل، المركز الجهوي لمهن التربية

والتكوين فاس- مكناس المغرب

   د.عبد الرحمان المتيوي، أستاذ مبرز في الفلسفة، مكون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس -مكناس /المغرب

د.المصطفى تودي، استاذ باحث بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة

.فاس-مكناس

دة.الخالفي نادية، أستاذة التعليم العالي مساعد، المركز الجهوي لمهن التربية

.والتكوين الدار البيضاء-سطات/المغرب

د. محمد أكرم  ناصف ، أستاذ مؤهل، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس-مكناس المغرب.

هيئة التحرير وشروط النشر

رئيس هيئة التحرير

د.ادريس عبد النور

هيئة التحرير​​

​​​​​د.عمر اكراصي - د.طارق زينون

د.سعيد عمري- ذة. مالكة عسال

ذ.خالد بورقادي إدريسي

الشروط العامة لنشر البحوث:

  • أن يكون البحث ذا قيم علمية أو أدبية، ويقدم قيمة مضافة للحقل المعرفي.
  • أن يتمتع البحث بتسلسل الأفكار والسلامة اللغوية والإملائية.
  • أن لا يكون البحث مستلاً من أطروحة دكتوراه أو رسالة ماستر أو كتاب تمَّ نشره مسبقاً.
  • يلتزم الباحث بإجراء التعديلات التي يقرها المحكمون بخصوص بحثه، حيث يعد النشر مشروطاً بإجراه هذه التعديلات.

المراسلات: Email:cahiers.difference@gmail.com0663314107