امرأة تكسر حلما رمادي الطين
القاصة المغربية لطيفة مرابط
سئمت كل هذه المهانات لم أعد أحتمل أكاد أجن كلما رأيتك برفقتها وعلمت أنك في حضنها.
لكنني لا أمتلك شرعية الٳعتراض أو حتى التعليق فلابد من الحصول على ترخيص كتابي علني مرفوق بشهود عيان ذكور عاقلين بالغين راشدين
فكل ما بحوزتي لا يتعدى تفويض شفاهي يفتقر للثقة والمصادقة.
آه كم يغريني الدخول ٳإلى بيتك الزجاجي لاستكشافه من الداخل.
كل أبوابه موصدة، الداخل ٳليه مفقود والخارج منه مولود لا أحد يستطيع أن يبرح مكانه فالكل متمسك بغرفته وسريره وكرسيه.
أحاول أن أسترق السمع من الخارج ربما ألتقط بعض الشفرات تساعدني على اقتحامه.
أتساءل هل حيطانك كاتمة للأصوات أم مضادة للكلام؟
أصرخ وأصرخ دون مجيب حتى لم يعد لي صوت أو أذان.
ربما الحل هو رشقه بالحجارة حتما سوف يتكسر لكن كيف لي أن أتجنب ارتطام شظاياه بوجهي؟.
ما نفع وجهي الآن مادام هو لا يراني جميلة فلم تعد له واجهة أو وجهة تذكر.
فكلما سرحت النظر في عينيك وشرعت بالغوص في أعماقها تبادر ٳلى ذهني سؤال بات يؤرق مهجتي ويقض مضجعي ترى ما الذي يجذب مشاعري نحوك بهذا العنف الجارف؟
تصدني بإعصارك اللامتناهي: العلاقة الأكثر إنسانية هي علاقة الرجل بالمرأة.
تقنعني كالعادة بردودك المحملة بغبار طين المنطق والعلم والفلسفة.
لا أجد بديلا سوى الٳحتداء بك والدخول من بوابة قصرك الذي شهد انهزامي في معركتي الأولى والحقيقية.
ربما لأنك تشبهني حد التوحد أتنفس بأنفاسك وأتكلم بلسانك وأحارب بجلدك وأعشق بقلبك.
عذرا سيدي ٳن اختلط عليك الحب والجنون والكبرياء.
أم أنك رجلا يهوى التعلق السريع والملل الأسرع....؟
فبأي عين تنظر ٳلي أهي العين التي تراها واليد التي تمسك يدها.... من تكون؟
تراك أقسمت بحبها أنها امرأة تختصر كل النساء.
وأي الأحاديث تروي لها حتما هي نفس الأحاديث تغازلها بكلمات انتقيتها من دفاترك القديمة فأمقت أجزائي وأكره كل الكلمات.
أنا الآن لم أعد أحتاج لأجنحتك كي أحلق وأطير في الفضاء الواسع أحتاج فقط لأصابعي ولوحة مفاتيح أستطيع من مكاني أن أشاهد النوارس برقتها ووداعتها تقضم ظهر النسور كي تعلمنا أصول الغناء على أشلاء المحمومين والمكلومين حتما الطيور على أشكالها تقع.
فأبعد ٳذن عن وجهي قبضتك الحديدية ولا تراوغ في لعبتك العاطفية كن رجلا حاسما كن أبيضا أو أسودا فأنا امرأة لا تستهويها الحلول الرمادية.