فريق البحث في ديداكتيك العلوم وعلوم التربية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم ب م. ج. م. ت. ت فرع حمرية بمكناس
يؤثث حضوره بندوة علمية في ديداكتيك العلوم وعلوم التربية تحت عنوان:
"المقاربة بالكفايات في العلوم بين الخطاب العلمي والممارسة"
نظم المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس- مكناس، فرع حمرية بمكناس وفريق البحث في ديداكتيك العلوم وعلوم التربية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم ندوة علمية في موضوع:
"المقاربة بالكفايات في العلوم بين الخطاب العلمي والممارسة"
وذاك يوم الخميس 05 دجنبر 2019 بمقر الفرع الإقليمي للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمكناس.
السياق العام للندوة:
ينطلق البناء العام للنسق التربوي التعليمي الحديث في جوهره، من مجموعة من الثوابت
والعناصر التي تتداخل وتتكامل فيما بينها، داخل منظومة مرجعية، تهدف إلى الحد من غلبة السلطة القهرية التي تربط المتعلم)ة (بباقي العناصر في العملية التعليمية التعلمية في ظل الاتجاه الداعي إلى التدريس بواسطة المقاربة بالكفايات. في هذا الإطار انخرط النظام التعليمي المغربي منذ ما يقارب العقدين في عملية إصلاح المناهج الدراسية التي تهدف إلى وضع المتعلم في قلب العملية التعليمية التعلمية، وجعله مسؤولا عن بناء تعلماته بشكل ذاتي، قادرا على تطوير الكفايات التي من شأنها أن تخول له الاندماج في مجتمع دائم التغيير. ولتحقيق هذه الغاية، يشترط اعتماد الأنموذج المتمركز حول تنمية الكفايات تحولا جذريا في ممارسات المدرسين التدريسية والتقويمية، وذلك باعتماد مجموعة من المرتكزات والوثائق والتقنيات في إطار من التنظيم والهيكلة.
هذا ومن المؤكد أن إرساء الإصلاح القائم على المقاربة بالكفايات داخل المؤسسات التعليمية يفرض إشراك مختلف الفاعلين التربويين من أجل تقليص الهوة بين الخطاب العلمي الرسمي والممارسات التدريسية. في هذا السياق، ارتأينا داخل فريق البحث في : " ديداكتيك العلوم وعلوم التربية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم " تناول وتدارس هذا الموضوع في إطار ندوة علمية تروم تحليل الخطاب العلمي الخاص بالمقاربة بالكفايات في العلوم وممارسة هذا الخطاب على أرض الواقع وذلك للوقوف عن كثب على حقيقة تنزيل وتفعيل مقتضيات ومضامين المقاربة بالكفايات وتحديد درجة حضورها.
محاور الندوة:
- قراءة في المقاربات البيداغوجية؛
- الاطلاع على نماذج التدريس بالكفايات؛
- تحليل الممارسات الصفية؛
- الوقوف على التنزيل الفعلي للمقاربة بالكفايات؛
- اقتراح بعض التوصيات في الموضوع.
الجلسة الافتتاحية:
مسير الندوة: ذ. حميد قايدي، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس مكناس الفرع الاقليمي مكناس.
تناولت الجلسة الافتتاحية للندوة ، كلمات:
السيد المدير المساعد المكلف بتسيير شؤون الفرع الاقليمي بمكناس للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس ـ مكناس، الاستاذ عزالدين نملي نيابة عن السيد مدير المركز الذي تعذر حضوره، خلال كلمته ركز الأستاذ على أهمية الموضوع ومكانته داخل المنظومة التربوية مهنئا الفريق في شخص اللجنة التنظيمية على اختيار هذا الموضوع ومتمنيا النجاح لأشغال الندوة.
السيد مدير مختبر البحث العلمي والتطوير البيداغوجي، الأستاذ علال شاطر، استهل كلمته بالشكر الموصول لفرق البحث المكونة للمختبر على المجهودات المبذولة لملامسة الواقع التربوي والبيداغوجي بالمنظومة التربوية في بلادنا منوها بالمواضيع التي يتم تناولها في إطار الندوات العلمية والفكرية التي يتبناها المختبر ومؤكدا على حرص المختبر على دعم كل ما يخدم الحقل التربوي؛ في الأخير أعرب السيد مدير المختبر عن متمنياته بالتوفيق والسداد لهذه الندوة.
اللجنة التنظيمية، تناولت الكلمة باسم اللجنة المنظمة الاستاذة ماجدة يامني حيث تطرقت خلالها لدواعي وحيثيات تناول موضوع المقاربة بالكفايات في التدريس بصفة عامة وفي العلوم بصفة خاصة بين التنظير والممارسة الفعلية، وقدمت السياق العام الذي تندرج فيه هذه الندوة، كما اطلعت الحضور على برنامج الندوة واختتمت الكلمة بالترحيب والشكر لجميع الحاضرين وكل من لبى الدعوة للمشاركة في أشغال هذه الندوة.
تقديم المداخلات:
I ـ المداخلة الأولى:
المقاربات البيداغوجية في تدريس العلوم: من المقاربة بالأهداف إلى المقاربة بالكفايات
للأستاذ: نور الدين أمزيان، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس مكناس.
استهل عرضه من خلال تقديم كرونولوجيا عن النظام التعليمي المغربي منذ سنة 1948 و1955 ثم إلى 1957، حيث كان النظام التعليمي يخضع لتبعية المعمر الفرنسي آنذاك، ثم انتقل إلى مرحلة عهد جديد وهي فترة الاستقلال والبحث عن مغربة الأطر العاملة بالحقل التربوي....
كما تطرق الأستاذ في معرض حديثه للإصلاحات التي عرفتها المنظومة التربوية وخصوصا محطة صدور الميثاق الوطني للتربية والتكوين والتي اعلنت العشرية 2000-2009 عشرية وطنية للتربية والتكوين.
كما أشار الأستاذ أيضا إلى الإختيارات في تنمية وتطوير الكفايات التي وردت في الكتاب الأبيض.
ورغم هذه المجهودات المبذولة فإن مستوى التحصيل الدراسي ظل متدنيا من خلال الإحصاءات الدولية التي أظهرت عدم تمكن المتعلمات والمتعلمين من اكتساب قدرات وتنمية مهارات وكفايات لغوية وعلمية، والتي أرجعها إلى ما يلي:
ـ عوامل راجعة إلى ضعف الوسائل الديداتيكية والتجهيزات المخبرية (المواد العلمية).
ـ عدم صيانة هاته التجهيزات.
ـ غياب صياغة حقيقية للكفاية المستعرضة: التمثلات
ـ عوامل راجعة إلى ضعف التكوين/ طرق التدريس/ المناهج والبرامج
ـ عوامل مرتبطة بالمنظمة المدرسية ككل.
2 ـ المداخلة الثانية:
"المشاعر الأكاديمية وعلاقتها بأداء التلاميذ في الرياضيات: دراسة ميدانية".
للأستاذ: أحمد أغبال، أستاذ باحث بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس مكناس.
تحدث الأستاذ أحمد أغبال ، عن مشكل التحصيل الدراسي في مادة الرياضيات لدى تلميذات وتلاميذ السنة الأولى والسنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي، حيث أشار إلى أن تعلم هذه المادة رهين بتنمية القدرات العقلية العليا للمتعلم. حيث قدم نتائج بحث ميداني أجري بحولي 17 ثانوية إعدادية ، قصد قياس التحصيل في مادة الرياضيات ودرجة ارتباطه بالعديد من المعايير ذات البعد الاجتماعي والنفسي والوجداني والاقتصادي للمتعلم.
ومن بين خلاصات هذه الدراسة كون شغف وحب مادة الرياضيات شديد الارتباط بالكفاءة الذاتية للمتعلم.
المداخلة الثالثة:
"Impact de L’APO vis-à-vis de l’APC dans un concept scientifique"
للأستاذ: سعيد الشملال، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس مكناس.
تطرق الأستاذ سعيد الشملال في عرضه إلى نتائج تجربة ميدانية خصصت لبناء المفهوم العلمي لدى المتعلمات والمتعلمين بالتعليم الثانوي الاعدادي وذلك من خلال اعتماد المقاربة بالأهداف من جهة والمقاربة بالكفايات من جهة ثانية، في هذا الصدد قدم مجموعة المقارنات التي أبانت على فعالية اعتماد المقاربة بالكفايات في بناء المفاهيم العلمية وتنمية الكفاية لدى المتعلمين مقارنة بالمقاربة بالأهداف التي تظل محدودة في هذا المجال.
المداخلة الرابعة:
"Quels obstacles à l’adoption de l’Approche par compétences (APC) dans l’enseignement. Cas de l’enseignement de l’informatique et des sciences de physique et chimie au cycle secondaire ?"
للأستاذة فاطمة وزنو والأستاذة حياة لغزيل، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس مكناس
تطرقت الاستاذة المحاضرة بصفة مركزة للمعيقات التي تعترض التنزيل الفعال والناجع للمقاربة بالكفايات في التدريس عموما وتدريس المواد العلمية بالسلك الثانوي الإعدادي والتأهيلي بصفة خاصة، وذلك من خلال دراسة ميدانية همت أستاذات وأساتذة مادتي الفيزياء والكيمياء والاعلاميات، حيث أكد غالبية الممارسات والممارسين على ظاهرة الاكتظاظ بالدرجة الأولى الذي تعرفه جل الاقسام بالمؤسسات التعليمية والتي تحول دون تفعيل المقاربة بالكفايات، كما تم التطرق لإشكالية التكوين شكلا ومضمونا والمصاحبة الميدانية وعملية التأطير والمواكبة التربوية بالإضافة إلى تعزيز ما ورد في المداخلات السابقة .
المداخلة الخامسة:
"التقويم البيداغوجي في العلوم بمقياس الأطر المرجعية: علوم الفيزياء والكيمياء بالتعليم الثانوي الإعدادي نموذجا".
الأستاذ حسن مجدوبي، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس مكناس
عرض الأستاذ حسن مجدوبي نتائج دراسة ميدانية خصصت لرصد واقع الممارسات التقويمية في مادة الفيزياء والكيمياء بالتعليم الثانوي الإعدادي في ظل اعتماد المقاربة بالكفايات، وكذا العوامل التنظيمية ذات الصلة بموضوع التقويم ضمن بيداغوجيا الكفايات من منظور الفاعل الأساسي في هذه العملية
كما أشار الأستاذ المكون إلى المرجعيات والوثائق المعتمدة رسميا والمؤطرة لتقويم مادة الفيزياء والكيمياء بالتعليم الثانوي الإعدادي شكلا ومضمونا، في أبعاده الثلاث سواء تعلق الأمر بالفروض المحروسة والاختبار الموحد المحلية والامتحانات الجهوية.
وخلصت الدراسة إلى أن تقويم مادة الفيزياء والكيمياء بسلك التعليم الثانوي الإعدادي، لا يستجيب لمقتضيات التقويم ضمن بيداغوجيا الكفايات ولا يتطابق مع روح الأطر المرجعية كما أن التقويم السائد يستمر في اختبار ذاكرة المتعلمين ومهاراتهم الدنيا، أو بتعبير أكثر وضوحا، يستمر في إعادة إنتاج "بيداغوجيا" تقليدية، لا تخاطب ولا "تستفز" الجوهري عند المتعلمين، والذي هو قدراتهم العقلية العليا ومهاراتهم الأرفع. و أن التقويم البيداغوجي لمادة الفيزياء والكيمياء يجري في ضمن شروط مختلة.
المناقشة
بعد هذه العروض القيمة، ثم فتح الباب أمام الحضور للتفاعل مع المتدخلين، فكانت الأسئلة والملاحظات وفيرة ومتعددة وفق جو حوار مثمر انطلاقا من مقاربة المواضيع من مختلف جوانبها.
وفي الختام، جدد الأستاذ المسير، الشكر الخالص للمتدخلين والحضور، حيث نوى بأشغال الندوة وأشاد بمثل هاته المبادرات.
التغطية الصحافية
ذ.محمد نزالى مراسل مجلة دفاتر الاختلاف الالكترونية
commenter cet article …